السبت، 9 أغسطس 2014

تغذية جنود الرومان والعرب وعلاقتها بتغذية الرياضيين

       في العام 394 م ، أمر القيصر الروماني ثيودوسيوس الأول بمنع اقامة مسابقات الألعاب الاولمبية ، وهو الأمر الذي ظل ساريا حتى عادت المسابقات الاولمبية لتنطلق من جديد سنة 1896 م . ويصعب علينا خلال هذه الفترة تتبع التغيرات التي أصابت نظام تغذية الرياضيين. غير أنه يمكننا، لحسن الحظ ،الحصول على بعض المعلومات المهمة حول موضوعنا هذا، من مجال آخر تلعب فيه القوة البدنية والاحتمال دورا هاما ،الا وهو مجال الحرب. وفي هذا الصدد ذكر المؤرخون، أن قادة فيالق الجيش الروماني كانوا ينصحون جنودهم من المشاة، بتناول الطعام المعد من الحبوب والخضر. أما العرب القدامى فقد استفادوا في حروبهم، من تناول التمر المجفف واللبن وعجين الحبوب الكاملة، وهو ما أعانهم، علي تحمل المشاق البدنية للقتال والترحال. وفي الواقع فان ما كان يتغذى عليه العرب القدامى والرومان أثناء فترات حروبهم، يتطابق من حيث الفكرة العامة ، مع تغذية ممارسي رياضات التحمل، كالماراثون، في وقتنا الحالي .

        ولكن مع الأسف، فلم تنتقل عادات جنود العرب والرومان الغذائية إلى مجال الرياضة خلال عدد من القرون اللاحقة. و رغم اكتشاف فوائد المواد الكربوهيدراتية ( النشوية والسكرية ) للرياضيين، خلال القرن التاسع عشر ، إلا أن هذا لم ينتقل هو الآخر إلى حيز التطبيق ، فاستمر الرياضيون في افراطهم في تناول اللحوم خلال العقود التالية مثلما فعل أسلافهم الإغريق. وقد ظل هذا الوضع إلى وقت ليس ببعيد، لأنه حتى خلال انعقاد اولمبياد برلين سنة 1936 ، التهم كل مشارك ما يقارب 200 - 230 غرام من البروتينات و200 - 270 غرام من الدهون يوميا. وهذه المقادير اقرب إلى أسلوب تغذية رياضيي الإغريق، منها إلى النمط الحديث في تغذية الرياضيين.
___________________________________________________
 Copyright© 2014 by Ahmed Abdulsalam Ben Taher
 حقوق النشر محفوظة © 2014 للمؤلف أحمد عبد السلام بن طاهر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق