الأربعاء، 21 يناير 2015

الغذاء المعتاد وحاجة الرياضيين للبروتينات

        يزداد نشاط العمليات البنائية و الهدمية فى أجسام الرياضيين، بسبب الاجهاد المرتفع الذي تتعرض له أجسامهم. وتزداد عمليات تكسير بعض الأنسجة البروتينية بشكل ملحوظ فى أجسام الرياضيين القائمين بأداء رياضي مركز ومرهق لمدد طويلة، مثل عدائي الماراثون و عدائي المسافات الطويلة وغيرهم. وسبب زيادة عمليات الهدم في هذه الحالات، هو لجوء الجسم لاستخلاص جزء من الكمية المرتفعة المطلوبة من الطاقة من الأحماض الأمينية ، التي يوفرها برفع مستوى عمليات تحطيم بعض أنسجته العضلية. أما السبب الرئيسي لكل هذه السلسلة من التفاعلات، فهو نضوب مصادر الطاقة الأخرى.

        ورغم أنه من المفترض أن يتناول مزاولي رياضات التحمل و القوة كميات من البروتينات، أكبر من تلك التي يتناولها عامة الناس، الا أننا نعرف الأن، بأن الكمية المطلوبة تقل عن تلك التي كأن يعتقد سابقاًبلزوم تناولها . وكانت التقديرات القديمة قد حددت الكمية بحوالي 3 إلى 4 غرام من البروتين لكل كيلوغرام من وزن جسم الرياضي. أما المصادر الحديثة فتحددها بأقل من 2 غرام لكل كيلوغرام من وزن الجسم. وكمثال، تقدر الجمعية الامريكية للرياضة الكمية المطلوبة بحوالي 1 إلى 1.5 غرام بروتين لكل كيلوغرام من وزن الجسم فقط ، وهو ما يقل كثيراً عن التقديرات القديمة . ويعتقد الكثير من الخبراء الأن ، أن التقديرات المذكورة مناسبة لمعظم الرياضيين مع بعض الاستثناءات القليلة التي سنوضحها لاحقاً. وهذا يعني، أنه يتوجب علي الرياضي الذي يزن حوالي 70 كيلوغرام، أن يتناول ما بين 70 إلي 105 غرام من البروتين يومياً فقط من مصادره الحيوانية والنباتية.

        ومن المعروف أن الغذاء المعتاد، كالذي تتناوله شعوب منطقة البحر الأبيض المتوسط وأوربا، يكفي لتزويد اجسام الرياضيين بحوالي 2 إلى 2.1 غرام من البروتينات لكل كيلوغرام من وزن الجسم ،حتي بدون إضافة أي شيء أخر اليه . وهذا يعني عدم لزوم تناول كميات اضافية من المواد البروتينية الا في حالات خاصة. ومن المعروف أنه حتى عندما يتناول الرياضيون كميات كبيرة من البروتينات، فلا تستخدم كل الكمية في العمليات البنائية فقط، بل يستخدم بعضها للحصول منه على الطاقة ، كما يخزن الفائض منها على هيئة شحوم ايضاَ.
________________________________________________
 Copyright© 2015 by Ahmed Abdulsalam Ben Taher
 حقوق النشر محفوظة © 2015 للمؤلف أحمد عبد السلام بن طاهر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق