الثلاثاء، 1 يوليو 2014

جسم الرياضي بين استخدام الدهون واستخدام المواد الكربوهيدراتية

            اكتشف الخبراء فيما اكتشفوا، أن الجسم ينتقل من حالة يغلب فيها حرق المواد الكربوهيدراتية المتناولة و الغليكوجين المخزن لاستخلاص الطاقة، إلى أخرى تزيد فيها نسبة حرق الدهون،أثناء ممارسة الاداء البدني وبالعكس . وقد اتضح أن العامل الهام الذي يتحكم في حالة الانتقال هذه، هو درجة شدة وطول فترة الأداء البدني.  فكلما كأن المجهود البدني في أقصى درجة من درجاته الممكنة من حيث الشدة، كلما زاد الاعتماد على سكر الدم والغليكوجين كمصدر أساسي للطاقة المطلوبة. وكمثال على أنواع الرياضات التي تعتمد على استخدام مخزون الغليكوجين بشكل أساسي رياضة  الركض القصير ( العدو القصير )، حيث يلزم في هذه الرياضة الوصول إلى اقصى سرعة ممكنة خلال أقصر وقت ممكن. اما في رياضات التحمل، كرياضة العدو الطويل و رياضة الماراثون  وغيرها ، فيكون الأمر مختلفاً.  ففي مثل هذه الرياضات التي تتطلب القيام بمجهود عضلي معتدل الشدة مستمر  لفترة طويلة، يلجأ  الجسم في البداية لاستغلال سكر الدم الناتج عن هضم المواد الكربوهيدراتية المتناولة واستخدام الغليكوجين المخزن لاستخلاص الطاقة اللازمة للأداء البدني. ومع الاستمرار في العدو ومرور الوقت ياخذ الجسم  بشكل تدريجي ،في استخدام دهون الجسم بشكل متزايد لتوليد جزء من الطاقة المطلوبة .

           ويبدو أن السبب في حدوث هذه الظاهرة، هو محاولة الجسم توفير بعض الغليكوجين لوقت الحاجة، اثناء القيام بالنشاطات البدنية المستنزفة للطاقة بشدة . ووقت الحاجة الذي نقصده هنا، يأتي دوره خلال الكيلومترات القليلة التي تفصل الرياضي عن خط النهاية، حينما يبدا الرياضي في زيادة سرعة عدوه ليصل بها إلى حدودها القصوى الممكنة، دافعاً جسمه إلى العودة لاستخدام الغليكوجين القليل المتبقي.

___________________________________________________
 Copyright© 2014 by Ahmed Abdulsalam Ben Taher
 حقوق النشر محفوظة © 2014 للمؤلف أحمد عبد السلام بن طاهر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق