الأربعاء، 30 يوليو 2014

تغذية الرياضيين أيام الاغريق

لعل تقليد المباريات الاولمبية في أثينا أيام الاغريق الذي أبتدأ سنة 776 قبل الميلاد، هو أهم الاحداث الرياضية في التاريخ. وكما نعرف حاليا، فهذا التقليد، يرجع الي ممارسات رياضية سبقته بحوالي خمسة قرون، وهو الامرالذي يمكن تبينه من قراءة النص الادبي الاغريقي الشهير المسمى الالياذة. 
وتخبرنا المخطوطات القديمة بان المتبارين كانوا يستعدون بشكل مكثف للفوز بالمسابقات الاولمبية التي كانت تنظم كل اربعة سنوات. وكانت هذه الاستعدادت تستغرق حوالي العشرة اشهر تحت توجيه مدربين معروفين. وكان هؤلاء المدربين في كثير من الاحيان اطباء، و لعل اشهرهم المدعو هيروديكوس من سليمبريا (  Herodikos ). وكان هذا المدعو في الاصل مدربا ، غير انه اكتشف طريقة علاجية تخفف الآم بعض الاصابات الرياضية. وتبدو ان تعاليمه الخاصة بالتغذية والعلاج الطبيعي تدور بصفة خاصة ناحية اهميتها لممارسي الرياضة. ويبدو ان تعاليمه قد اثرت في من جاء بعده من المهتمين بالموضوع.
وفي الفترة المبكرة للاولمبيادات كان الرياضيون يتغذون خلال فترة الاستعدادات على الاغذية النباتية بوجه خاص ، كالخبز والتين والجبن والحليب والنبيذ المخفف بالماء . اما الاكثار من تناول اللحوم فلم يصبح عادة الرياضيين الا في القرن السادس ق.م، وخاصة بين رياضيي المصارعة الحرة من ذوي الاوزان الثقيلة ، الذين كانوا يرومون من ذلك زيادة قوتهم ، وقد عرف هؤلاء بتناول مقادير كبيرة جدا من الطعام يوميا . وقد اشتهر هذا عنهم ، حتي ان الفيلسوف المشهور باسم فيلو الاسكندري قال ذات مرة انه ياكل لكي يعيش ، وليس كالرياضيين الذين ياكلوا لكي يزيدوا من أوزانهم وقواهم .

وفي غابر الازمان كان معظم الناس يتناولون غذاء نباتيا في غالب الاحيان. وكان وراء هذا السلوك بالطبع ، صعوبه الحصول على اللحوم باستمرار لغير الاغنياء من الناس . غير ان الحال سرعان ماتغير في ازمان لاحقة ، فاصبح تناول كميات كبيرة من الغذاء واللحوم امرا متيسرا الى حد ما. وقد لجأ الرياضيون المشاركين في اقدم الاوليمبيات الرياضيه الى محاوله رفع مستواهم الرياضي وزياده امكانيه فوزهم بتناول كميات كبيره من اللحوم يوميا . اما بعض المصارعين، فكانوا يشربون دماء بعض الحيوانات قبل انخراطهم في المنافسات ، لاعتقادهم في فائده ذلك للحصول على الفوز . ومن دراسة ماكتب عن " ميلون من كروتن " وهو من أشهر ابطال الاولمبيات الاغريقية القديمة ، يمكننا ان نخمن انه كان يأكل ثمانية كيلو ونصف من اللحم يوميا تقريبا. ويبدوا ان الاغريق كانوا قد فطنوا الى ما في التعود على التغذية النباتية الصرفة من ضرر لرياضيي القوة ، حيث نجد بين كتابات الطبيب الاغريقي جالوس الذي عاش في القرن الثاني بعد المسيح ، قوله " ان أي رجل يمارس الرياضة، ويتغذي على الخضر فقط  فأنه انما يقوم بتدمير جسمه وقواه !
___________________________________________________
 Copyright© 2014 by Ahmed Abdulsalam Ben Taher
 حقوق النشر محفوظة © 2014 للمؤلف أحمد عبد السلام بن طاهر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق