الأربعاء، 23 يوليو 2014

لا أداء بدون طاقة

          يعمل الجسم البشري بشكل أو بآخر ، كآلة لاستخلاص الطاقة من الطعام والشراب واستخدامها. وبالاضافة الى هذا، يقوم الجسم بتحويل المركبات المعقدة التركيب التي يحتويها الطعام إلى أخرى بسيطة التركيب ، يمكنه التعامل معها واستغلالها بسهولة، في بناء أنسجته وإصلاح ما أصابها من ضرر. ومجموع العمليات التي تتم في الخلايا الحية لغرض المحافظة على استمرار الحياة تدعى عمليات الاستقلاب (metabolism ) أو "عمليات الأيض ".

          و لا تتم عملية استغلال الطاقة التي يحتويها الطعام في الجسم على مرحلة واحدة . وهي بهذا لا تشبه عملية إطلاق الطاقة العشوائية، التي تحدث عندما نقوم بحرق قطعة من الخشب مثلاً، بل تتم بشكل أكثر نقاوة وجودة، وبآليات معقدة تتحكم في مسار هذه العملية ومداها بدقة متناهية . ومثلما يحتاج استخلاص الطاقة من الخشب إلى حرقه في وجود غاز الأكسجين المتوفر بكثرة  في الهواء، كذلك تحتاج عملية استخلاص طاقة الطعام في الجسم إلى توفر هذا الغاز. ورغم أن عملية التنفس جاهزة لتزويد الجسم بغاز الاوكسجين بصورة مستمرة، الا أن للجسم القدرة على استخلاص بعض الطاقة حتى في حالة عدم وجود هذا الغاز أبضا،  وأن كأن لفترة قصيرة جدا فقط..

          من المعروف أن القيام بأي نشاط من أنشطة الجسم يحتاج إلى مقدار معين من الطاقة. كما أنه من اللازم لا ستمرار الحياة توفر قدر معين من الطاقة التي يحتاج اليها لانجاز عمليات الاستقلاب و للمحافظة  على  درجة حرارة الجسم عند حوالي 37 درجة مئوية تقريبا، اياً كانت درجة حرارة الجو. ولانه من غير الممكن استمرار الحياة بدون توفر الطاقة، لذا فان احدى أهم واجبات الجسم، أن يحمي نفسه من أي نقص خطر في كميات الطاقة المتوفره لديه للاستخدام. ولهذا الغرض يتوفر في الجسم الكثير من الآليات الخاصة بتخزين الطاقة واعادة  تجهيزها للاستخدام عند الحاجة، وهي كلها تعتمد على تحويل كميات الطعام الزائدة عن حاجة الجسم الى شحوم، و كمية محدودة من  مادة الغليكوجين (Glycogen). وبالاضافة الى ماسبق، يقوم الجسم ايضا، بتخزين كمية قليلة جداً من الطاقة على هيئة مادة تدعى ثلاثي فوسفات الأدينوسين (adenosine triphosphate ) أيضا.

___________________________________________________
 Copyright© 2014 by Ahmed Abdulsalam Ben Taher
 حقوق النشر محفوظة © 2014 للمؤلف أحمد عبد السلام بن طاهر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق