تعود كل منا على تناول ثلاثة وجبات رئيسية في اليوم الواحد ، هي وجبة الأفطار و وجبة منتصف النهار و وجبة العشاء . ويرجع تعودنا على هذه الوتيرة الخاصة في تناول الطعام إلى كونها تتماشى بشكل مناسب مع ايقاع عملنا اليومي ، كما تتوافق مع أوقات دراسة الاطفال وغيرها من النشاطات اليومية المألوفة. غير أن هناك الكثير من الدلائل، التي تفيد بان تناول كميات صغيرة من الطعام خمسة إلى سبعة مرات في اليوم، له مردود أكبر على الصحة من تناول الطعام بكميات كبيرة ثلاثة مرات في اليوم. و يتفق الكثير من الباحثين على أن تناول الطعام بمقادير صغيرة خمسة إلى سبعة مرات في اليوم الواحد ، هو اقل اجهادا للدورة الدموية والجهاز الهضمي ، كما انه افضل لثبات الوزن واستقراره. ويرجع المفعول النافع لهذه الطريقة ، إلى تعويدها الجسم على فترات متعددة قصيرة من الجوع الغير شديد، الذي يمكن اشباعه بتناول كميات متكررة صغيرة من الطعام . كما يعتقد أن بعض فوائد هذه الطريقة في تناول الطعام ، يرجع في جزء منه في دفع الجسم إلى استغلال مخزونه من الشحوم مرات عديدة في اليوم الواحد.
فوائد أخري
ويساعد تعودنا على تناول مقادير صغيرة من الطعام 5 إلي 7 مرات فى اليوم الواحد بدلاً من ثلاثة وجبات رئيسية فقط ، في المحافظة على ثبات مستوى سكر الدم ، والحد من حدوث تغيرات مفاجئه في مستواه . والسبب في هذا التأثير المحمود ، هو دخول السكر من الامعاء إلى مجرى الدم بشكل مستمر ومنتظم. وتفيد هذه الطريقة مرضى السكري في تجنب حدوث ارتفاع أو انخفاض خطر في مستوى سكر الدم لديهم.
وتفيد بعض الدراسات الحديثة ، بأن التعود على هذه الطريقة له نتائج جيدة للجسم حتى عند ممارسة إحدى حميات تخفيض الوزن، حيث تبين انها تقلل من انتقال الجسم إلى حالة التوفير في استخدام الطاقة. ومن المعروف أن حالة التوفير المذكورة هذه، هي التي تؤدي بعد مرور بعض الوقت من البدء ببمارسة الحمية إلى توقف وزن الجسم عن الانخفاض و عودة الكيلوغرامات المفقودة ، لتعلن عن نفسها على الميزان من جديد، وهي الظاهرة التي يطلق عليها اسم " ظاهرة اليويو"
هذا وتبين الابحاث، أن الجسم يمتص مقداراً اكبر من المواد المغذية التي يحتوى عليها كمية معينة من الغذاء، عند تناول هذه الكمية مقسمة اليى عدة اجزاء في اليوم بدلاً من التهامها مرة واحدة. وقد وجد الباحثين مثلاً، أن الجسم يمتص كمية اكبر نسبياً من فيتامين " هـ"، اذا تم تناول الجرعة اليومية مقسمة إلى عدة جرعات صغيرة، أكثر مما يمتصه عندما تؤخذ الجرعة اليومية كلها مرة واحدة في اليوم . ولنفس السبب ينصح الخبراء من يرغبون في الحصول على عضلات قوية كرياضيي كمال الأجسام مثلاً، بعدم تناول المواد البروتينية بكميات كبيرة مرة واحدة أو مرتين في اليوم الواحد ، والاستعاضة عن ذلك بتقسيم كمية المواد البروتينية الواجب تناولها يومياً إلي حوالي خمسة إلى سبعة اجزاء صغيرة، يتم تناول كل منها على حدة في وقت مختلف من اليوم .
ورغم أن ممارسة هذا النوع من التغذية لا يتناسب مع ايقاع حياتنا المعاصرة، التي يضطرنا إلى تناول الطعام مرتين إلى ثلاثة مرات على الأكثر في اليوم الواحد، غير أن ذلك لا يجب أن يشكل عائقاً كبيراً امام الرياضيين الطموحين ، الذين يرغبون في الحصول على أكثر فائدة ممكنة من الغذاء .
___________________________________________________
Copyright© 2014 by Ahmed Abdulsalam Ben Taher
حقوق النشر محفوظة © 2014 للمؤلف أحمد عبد السلام بن طاهر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق