كتب الاكاديمي
المصري " د. ناصر احمد سنة " في مقاله
المنشور في عدد فبراير ( 591 ) لسنة 2008 تحت عنوان " مشكلة السمنة .. انستناالنحافة " : " ... ويمكن استشارة الطبيب لاستعمال بعض الحبوب وحقن
الهرمونات المقوية .... " و ذلك في فقرة علاج النحافة في منتصف صفحة 175 .
ويبدو أنه فات مؤلف المقال بانه لايوجد شئ في الطب اسمه " هرمونات مقوية
"، وليس هناك مكان اصلا في علاج النحافة باستخدام الهرمونات في الطب الحديث.
وان كان المؤلف يقصد ما يسمى بالهرمونات المقوية ما يدعي في الطب بالهرمونات
الابتنائية ( anabolics ) فلا دور لها هي الاخري في علاج اي نوع من
أنواع النحافة.
وفي الحقيقة فان تناول المؤلف للمقال يخلو من
المنهجية ، ولا يجد القارئ في ارجاء المقال الا خيار وملوخية تتناثر هنا وهناك حتي
لتبدو مشكلة النحافة كانها مشكلة تسوق.
والحقيقة ان اهم حلول مشكلة النحافة هو تحديد عما اذا كانت طوعية ( voluntary ) أو لا ارادية ( Involuntary ).
فان كانت طوعية، أي يختارها المصاب بنفسة ، عن طريق امتناعه عن تناول الطعام
لاية اسباب جمالية او نفسية، فليس لها اهمية اذا ما كانت ناتجة عن اتباع المصاب
لحمية لتخفيض الوزن. غير ان هناك بعض الاضطرابات الخاصة كالاصابة بالقهم العصابي (anorexia nervosa) الذي يدعوه الكاتب في
مقاله بفقد الشهية العصابي او النهام العصابي (Bulimia nervosa)
الذي يدعوه باسم كثرة الاكل العصابية، تحتاج الي علاج بواسطة الادوية
النفسية وطرق العلاج النفسي المختلفة.
اما النحافة اللاارادية فتحدث رغم تناول المصاب
لكميات مناسبة من الاطعمة الدسمة الكافية بالحراريات . واذا حذفنا مشكلة عدم توفر
الغذاء المناسب كما هو الحال في الفقر الشديد والكوارث ، فان هذا النوع من النحافة
يخفي خلفه مشاكل خطيرة على الحياة يجب البحث عنها وعلاجها باسرع وقت، سواء كانت
نفسية او جسدية . وهنا يجب اولا تحديد عما اذا كانت هذه النحافة حدثت رغم ترافقها
مع زيادة في الشهية او حدثت مترافقة مع فقدان للشهية . وفي الحالة الاولى غالبا ما
يكون الامر ناتج عن مرض الغدة الدرقية او مرض السكري او نتيجة للادمان على ممارسة
رياضة مجهدة. وتندس خلف حدوث الحالة الثانية امراض خطيرة وتعاطي المخدرات و
الادوية هذا بالاضافة الي مجموعة من الامراض النفسية والجسدية الخطيرة التي قد
تشكل تهديدا لحياة المريض. وللتاكيد على خطر المجموعة الاخيرة من امراض النحافة
تؤكد الدراسات بان 25% من المصابين بهذا النوع من النحافة يقضون نحبهم خلال سنة من
بدء المشكلة الا اذا جاءت رحمة ربي باسبابها.
___________________________________________________
Copyright© 2014 by Ahmed Abdulsalam Ben Taher
حقوق النشر محفوظة © 2014 للمؤلف أحمد عبد السلام بن طاهر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق